کد مطلب:241052 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119

یزهرنورهم لأهل السموات کما تزهر الدریة لأهل الأرض
روی الأستاذ الخوئی روایة محمد بن إسماعیل بن بزیع و فیها قال أبوالحسن الرضا علیه السلام:

«إن لله تعالی بأبواب الظالمین من نور الله له البرهان و مكن له فی البلاد لیدفع بهم عن أولیائه و یصلح الله به أمور المسلمین و إلیهم ملجأ المؤمن من الضر و إلیهم یفرغ ذوالحاجة من شیعتنا و بهم یؤمن الله روعة المؤمن فی دارالظلمة أولئك المؤمنون حقا أولئك أمناء الله فی أرضه، أولئك نور فی رغبتهم یوم القیامة، و یزهر نورهم لأهل السموات كما تزهر الدریة لأهل الأرض، أولئك من نورهم یوم القیامة تضیی ء منهم الیامة خلقوا و الله للجنة، و خلقت الجنة لهم فهنیئا لهم ما علی أحدكم أن لو شاء لنال هذا كله، قلت بماذا جعلنی الله فداك؟ قال یكون معهم فیسرنا بإدخال السرور علی المؤمنین من شیعتنا، فكن منهم یا محمد» [1] .

الدخول فی دواوین الظلمة و الاختلاف إلی أبوابهم بحیث یسبب تقویة الظلم و الجور الفاشی فیهم منوع شرعا و عقلا أما عقلا فلأن الظلم فبیح، و أما شرعا فلقوله تعالی: «و لاتركنوا إلی الذین ظلموا فتمسكم النار» [2] .

قال الفیض و لا تمیلوا الیهم أدنی میل؛ فان الركون هو المیل الیسیر، [3] و فی الكافی عن الصادق علیه السلام «هو الرجل یأتی السلطان فیحب بقاءه إلی أن یدخل یده [فی] كیسه فیعطیه». [4] و لعمری إن الأمر دقیق جدا فتدبر،

و لاریب أن الاختلاف إلی أبوابهم و الدخول علیهم، من مواطن الركون الممنوع. نعم استثنی منه الرجل الداخل معهم لإنقاذ المؤمن المتبلی و النفوس المحترمة من الهلاك و قد أشار الرضا علیه السلام فی الحدیث الجاری إلی ذلك و أمر محمدا بالكون مع الذین



[ صفحه 507]



یزهر نورهم فی السموات كما تزهر الدریة لأهل الأرض أی الكواكب المنورة تزهر للناظرین كالدرر الزاهرة و من ذلك ما جاء فی آیة النور: «مثل نوره كمشكوة فیها مصباح المصباح فی زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دری». [5] .

قال الفیض: مضی ء متلألی ء منسوب إلی الدر [6] أو یراد من «الدریة» من الكواكب أكبرها و أزهرها ككوكب المشرق أو المغرب أی الطالع فی جهة الشرق أو الغرب و هی الزهرة التی تزهر من بین الكواكب.

و لعل التمثیل علاوة علی الإنارة ناظر إلی الجمال أیضا لأن الكوكب الدری مضافا إلی تلألئه جمیل المنظر و كذلك العمل المسبب لإنقاذ الشیعة من الهلكة نور و جمال و سرور یزهر فی یوم القیامة بل قبله أیضا لذوی البصائر لأن لكل عمل صالح نورا كما لأی عمل صالح ظلمة یراهما المعرفة دون سائر الناس فی الدنیا قبل الآخرة.



[ صفحه 508]




[1] معجم رجال الحديث 96:15.

[2] هود: 113.

[3] تفسير الصافي 815:1.

[4] المصدر.

[5] النور: 35.

[6] تفسير الصافي: 169:2.

ثم إن الحديث الرضوي المبحوث ذكرناه عند «وددت أن فيكم مثله» حرف الواو مع الدال. و يمس به تمام المساس ما قاله الكاظم عليه السلام عند التكلم عن كلمة «اصحب السلطان بالحذر» حرف الهمزة مع الصاد، لعلي بن يقطين.